الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة محلّلون رياضيون لا يعجبهم العجب العجاب: هل هي قناعات.. أم محاولات للبروز وفرض الذّات؟

نشر في  20 مارس 2014  (15:39)

اختلط «الحابل بالنابل» في ميدان التحليل الرياضي وأضحى بعض «العباقرة» يوظّفون المنابر التلفزية للتسويق لأنفسهم والظهور في ثوب الأبطال الذين لا يشقّ لهم غبار في «الميدان».. حيث نجد هذا المحلل يوهم الجماهير أنه «حسنين هيكل» زمانه والآخر يمثل دور الأديب «طه حسين» وسابق عصره في الميدان الرياضي، فيما نجد ذاك يقتبس خيال الأديب والكاتب المصري الشهير «توفيق الحكيم» أو التونسي «محمود المسعدي» لاقناع الشارع الرياضي أنه «أبو العريف» في «التكتيك» و«التكنيك» والتصوّر والبرمجة اللتان تفيدان الكرة التونسية، هذا فضلا على أنه لا يعجبهم العجب العجاب و«يفتون» في كل شيء ويطلقون الأحكام والتكهنات المسبقة لـ «غايات في نفس يعقوب» مما يوحي للمتلقي أنه أمام «عراف يقرأ الكف» وليس أمام محلل رياضي يجب أن يحتكم في تحاليله الى العقل والمنطق والواقع ولا الى الأهواء الذاتية..
صحيح أنه من حق المحلّل أن ينتقد ويكشف الأعوار ويضع اصبعه على مكامن الدّاء ويشهّر بالنقائص لكن دون دمغجة وبلا نوايا مسبقة وبعيدا عن تصفية الحسابات وعن سياسة «هذا لينا .. ولاخر خاطينا».. ما دفعنا إلى خط هذه التوطئة هو أن بعض المحلّلين أمثال أحمد المغيربي ونادر داود انطلق كل منهما في سلخ الدب قبل ذبحه والتكهّن لـ «الكوتش» الفرنسي «ريمون دوميناك» بالفشل مسبقا مع المنتخب التونسي - إن تمت الزيجة بشكل رسمي مع وديع الجريء وجماعته-، والحال أن المنطق يفرض على صاحبه التحلي بالهدوء والرصانة ومتابعة ما ستفرزه الأيام والأقدام والنتائج ثمّ لكل حادث حديث..
أخبار الجمهورية فتحت هذا الملف مع ثلّة من الأشخاص المكوّنين للمشهد الرياضي والكروي في تونس وخرجت لكم، بالورقة التالية بخصوص المحلّلين الذين لا يعجبهم العجب العجاب.
مختار التليلي: «ميدان التحليل الفني يكاد «ينفجر» من غرائب الدخلاء»..
في هذا السياق قال مختار التليلي انه للاسف الشديد لم يشاهد طيلة مشواره التدريبي أكثر من هذا الانحطاط في مستوى جلّ المحللين الذين وصفهم بضعاف المستوى وتابع ليقول، إن هذا القطاع يكاد ينفجر من الدخلاء الذين رغم عدم خوضهم لمسيرات كروية أو تدريبية ومع ذلك نجدهم ينظرون و«يفتون» ويضحكون على ذقون الجماهير بـ «كليشيات» تؤكد أنهم لا يفقهون في ميدان التحليل الفني..
«البلاطوات» التلفزية بوّابة لقضاء المصالح الخاصة..
من جانب آخر أوضح التليلي أن ما ساهم في وجود شبهات تحوم حول بعض المحللين هو أن هذه الفئة التي لا يعجبها العجب العجاب لا تفكر الا في «استعراض عضلاتهم» في «البلاطوات» التلفزية من أجل غاية واحدة وهي تلميع الصورة لقضاء المصالح الخاصة فقط، أما إفادة المشاهد بتحاليل منطقية وعقلانية فهذه مسائل لا تعنيهم لذلك لا يبحثون الا عن تصفية الحسابات مع هذا والسّعي لارضاء ذاك.
هذه «الأمراض» التي تكبّل ميدان التحليل الفني..
مختار التليلي كان جريئا كعادته واعتبر أن هذا الميدان يعاني من عدة «أمراض» منها أن بعض اللاعبين الدوليين سابقا والذين التحقوا بطريقة او بأخرى بهذا السلك، لا دراية عندهم في التحليل الفني، هذا فضلا على أن المستوى التعليمي المتواضع لحلّهم يجعلهم يغرّدون خارج السرب ومع ذلك نجدهم وللاسف يحكمون بأحكامهم في ميدان التحليل الفني..
كما كشف محدثنا أن مازاد في أوجاع هذا الميدان أنه لم يعد هناك تواصل بين الأجيال وتمّ اقصاء المحللين المحترفين من كبار السن ليحلّ مكانهم آخرون صغار في كل شيء ولا تاريخ عندهم كلاعبين متميّزين في كرة القدم على غرار نادر داود ومنتصر الوحيشي.
سامي العكريمي «علاّمة زمانه»..
في الاطار ذاته عاب التليلي على بعض الصحفيين الالتحاق بـ «جوقة» المحللين الذين كرّسوا الرداءة على غرار سامي العكريمي الذي اعتبره محدثنا من الاعلاميين المتميزين، لكن عيبه أنه تجاوز حدوده في تحاليله واختص في تقزيم البعض مقابل مدحه ودفاعه المستميت عمّن تجمعهم به مصالح خاصة والأدهى من كل ذلك أنه يظن نفسه «أبو العريف» وعلامة زمانه في التحليل الفني ..
محامون فشلوا في مكاتبهم فركبوا على «حصان التحليل»..
في ختام تدخله ذكر مختار التليلي أن ميدان التحليل الفني أضحى شبيها بـ«الحمار» القصير ومن ثمة أصبح يركبه كل من «هبّ ودبّ» بما في ذلك بعض المحامين على غرار طارق العلايمي، حيث قال التليلي عن أمثاله إن هؤلاء الذين لم يلبسوا «شورط» طيلة حياتهم ولم يلمسوا الكرة هو «الكارثة الحقيقية» الذين زادوا في أوجاع ميدان التحليل الفني، كما كشف أن هؤلاء المحامين الذين وصفهم بالفاشلين في ميدان المحاماة هربوا من مكاتبهم الى المنابر التلفزية بواسطة من هذا أو ذاك ليوهموا المتلقي أنهم يفهمون في لعبة كرة القدم وأسرارها وخباياها والحال أنهم بعيدون عن الكرة بعد السماء عن الأرض..
قيس عاشور (رئيس لجنة التنظيم في النجم الساحلي):
«أغلبية المحلّلين «يحرثون في البحر»..
من جهته قال قيس عاشور رئيس لجنة التنظيم في النجم الساحلي إن كثرت «البلاطوات» التلفزية بعد الثورة ولّدت الرداءة في ميدان التحليل الرياضي باعتبار وأن بعض معدّي ومقدمي البرامج الرياضية أصبحوا يعولون على كل من «هبّ ودبّ» ليؤثثوا لهم الفقرات التحليلية بأساليب بدائية قوامها تصفية الحسابات ومغالطة الجماهير بأشياء وهمية.
في كلمة، باستثناء بعض الأسماء التي تعدّ على عدد أصابع اليد الواحدة من المحللين الاكفاء، فإن البقية بصدد «الحرث في البحر»..
جاسم الخلوفي: «تحاليل فيها وعليها»..
من جهته اعتبر حارس الملعب القابسي حاليا جاسم الخلوفي أن النوايا في التقييمات والتحاليل تختلف من اسم الى أخر، إذ أن هناك من يظهر في البلاتوهات لينتقد دون نوايا مبيّتة أو حسابات شخصية بل انه يسعى لتظيف معارفه للنصح والتأطير..على عكس من اختصوا في توظيف المنصب لغايات خاصة.. وبخصوص المبالغة في الحط من المعنويات والتبرّم من هذا الاختيار أو ذاك، قال الخلوفي ان المشاهد العادي من الجمهور الرياضي بتونس له المرجعية والخلفية للتفريق بين من يمتلك كل الآليات والخبرة..ومن يتجنّى حقيقة على التحليل الرياضي بأحكامه.
خالد الزعيري: «مبالغة وأحكام مسبقة»..
قال خالد الزعيري انه اكتوى سابقا من نيران التحاليل بشكل يجعله يشك أحيانا في نوايا المحللين وقراءاتهم بين الواقعية والنزاهة من جهة.. والتحامل من جهة أخرى. مدافع قوافل قفصة قال انه ضد تعميم الحكم على محللي التلفزات في تونس لأن فيهم من ينطق بحكم معرفته لأسرار الجلد المدور لكن ذلك لا ينفي أحيانا -وفق رأي الزعيري- وجود مبالغة وأحكام مسبقة جاهزة من قبل البعض حتى وان كانت مسيراتهم أقل بكثير ممن تم انتقادهم في هذا اللقاء أو غيره... محدثنا قال ان الفوضى الحاصلة في البرامج الرياضية باتت تتطلب كثيرا من المجهود للتفرقة بين الغث والسمين لأن هناك من لا يوظّف أحكاما وأغراضا شخصية في كلامه على عكس البعض ممن امهتنوا إدماج الحسابات الخاصة في التحاليل.
لسعد الدريدي: «إختلط الحابل بالنابل»..
قال مدرب الملعب التونسي لسعد الدريدي انه من خلال تجربته الخاطفة كمحلّل رياضي في بعض المحطات التلفزية سعى قدر الامكان الى الافادة بتجربته الكروية حتى يكون تحليله ذو جدوى على المتقبّل. الدريدي أكد ان البعض من المحللين باتوا يفتون في مسائل ما أنزل بها الله من سلطان ومنها الادارية والقانونية والعكس صحيح بخوض بعض رجال القانون في مسائل كروية بمعني إختلط الحابل بالنابل وهذا ما جعل الأحكام تشتبك في تقييم هذا المحلل أو ذاك والتفريق بين نوايا هذا الكلام أو مصداقية الطرف الذي أصدع به. الدريدي يرى ان الحل يتمثل في توزيع الأدوار بين الجميع كل وفق اختصاصه وكذلك فطنة المقدمين في البرامج التلفزية لحسن تأطير الضيوف كي لا تتواصل اللخبطة التي تتسم بها البرامج الرياضية التلفزية ببلادنا.

اعداد: الصحبي بكار